فقد وافقت الجمعية العامة على توزيع أرباح نقدية على المساهمين بنسبة 5 في المائة (5 فلوس للسهم الواحد) أي ما يعادل 1.7 مليون دينار كويتي.
وعقدت الجمعية العامة برئاسة رئيس مجلس الإدارة، الشيخ طلال علي عبدالله الجابر الصباح، الذي تلا تقرير مجلس الإدارة والذي تطرق إلى أهم أحداث العام 2023 التي شهدها العالم والإنجازات التي حققتها الشركة.
وقال الصباح أن حالة عدم الاستقرار الناجمة عن الأحداث الجيوسياسية والتحديات الاقتصادية استمرت خلال العام 2023، خاصة في منطقة الشرق الأوسط. وأدى الصراع المستمر في غزة منذ بداية أكتوبر2023 إلى تفاقم حدة هذه التحديات، هذا إلى جانب ارتفاع معدلات التضخم وأسعار الفائدة. كما أثرت تلك الأحداث على أسعار النفط والطاقة في الأسواق العالمية مما أدى إلى تذبذب الأسواق المالية في المنطقة.
أما الأسواق المالية، فقد أنهت أسواق دول مجلس التعاون الخليجي تداولات العام 2023 مسجلة إحدى أدنى معدلات النمو السنوي على مستوى العالم. إذ ارتفع مؤشر مورجان ستانلي الخليجي بنسبة 3.7% بعد تسجيل الأسواق الخليجية أداءً متبايناً. وسجلت دبي والسعودية والبحرين وقطر مكاسب تراوحت بين 21.7% إلى 0.4%. من جهة أخرى، كانت بورصة الكويت ثاني أكبر أسواق الأوراق المالية تراجعاً على مستوى المنطقة بتسجيل مؤشر السوق العام لخسائر سنوية بلغت 6.5%.. ويشير انخفاض المؤشرات الكويتية إلى استمرار ترقب المستثمرين لمحفزات إيجابية واضحة. كما أن السوق واجهت رياحاً معاكسة على خلفية ارتفاع أسعار الفائدة، الأمر الذي أثر سلباً على تقييم الأصول بصفة عامة.
وقال الصباح، "رغم هذه التحديات، تمكنت الشركة من تحقيق إجمالي إيرادات خلال العام بلغت 18.0 مليون دينار كويتي وإيرادات من الرسوم والعمولات بلغت 14.7 مليون دينار كويتي والتي تمثل 81.6% من إجمالي الإيرادات".
وأضاف، "تتمتع الشركة بمركز مالي قوي وبحقوق مساهمين بلغت 59.7 مليون دينار كويتي كما في 31 ديسمبر 2023، وبتصنيف ائتماني طويل الأجل عند مستوى "BBB" وتصنيف قصير الاجل عند "A3" مع نظرة مستقبلية مستقرة من قبل كابيتال انتليجنس في آخر مراجعة لها في مايو 2023".
بدوره عرض فيصل منصور صرخوه، الرئيس التنفيذي، شرحاً مفصلاً عن الأداء التشغيلي للعام 2023 والذي شهد العديد من الإنجازات في شتى المجالات. فقد عمل مديرو الثروات بشكل وثيق مع مختلف قطاعات الأعمال للاستفادة من خبراتهم المتنوعة لتزويد العملاء بحلول ونصائح متخصصة. وقد أدى ذلك إلى استقطاب عملاء جدد وتعزيز العلاقات مع العملاء الحاليين وزيادة حجم الاستثمارات في منتجات جديدة وقائمة.
وقال صرخوه، "صادف عام 2023 الذكرى السنوية الخامسة والعشرين لتأسيس كامكو إنفست، ربع قرن من الزمن شهدت خلاله الأسواق المالية تحولات وتحديات كبيرة. تميزت هذه الفترة بالعديد من الأحداث الكبرى، منها فقاعة الدوت كوم في أواخر التسعينيات، والهجمات في 11 سبتمبر 2001، والأزمة المالية العالمية في العام 2008. أدت هذه الأحداث إلى فترات من تقلبات السوق والانكماش الاقتصادي والتغييرات التنظيمية. كما أدى ظهور التكنولوجيا والإنترنت إلى تغيير المشهد المالي، مما أدى إلى ظهور صناعات وفرص استثمارية جديدة. وفي السنوات الأخيرة، تأثرت الأسواق بالتوترات الجيوسياسية، والصراعات التجارية، وجائحة كورونا، مما سلط الضوء على حالة عدم اليقين والتعقيدات المستمرة في الاقتصاد العالمي".
وأضاف صرخوه: "لم تتمكن كامكو إنفست من تجاوز هذه الفترة فحسب، بل ازدهرت أيضاً، متغلبة على التحديات ومستفيدة من التغييرات لتطوير نموذج أعمالها. ودفع هذا التطور الشركة لتصبح أحد أكبر مدراء الأصول في الشرق الأوسط، بأصول مدارة تبلغ قيمتها 14.9 مليار دولار أمريكي كما في 31 ديسمبر 2023. علاوة على ذلك، تعد كامكو إنفست أحد أكثر الشركات الاستثمارية نشاطًا في المنطقة، بسجل حافل من صفقات الاستثمارات المصرفية بقيمة إجمالية تتجاوز 36.4 مليار دولار أمريكي منذ تأسيس الشركة وحتى نهاية العام 2023 في أسواق رأس المال وأسواق الدين والدمج والاستحواذ."
فقد نجحت الشركة خلال العام 2023 في استقطاب أكثر من 2.1 مليار دولار أمريكي من خلال العديد من المنتجات والصفقات المختلفة، ونمت الأصول المدارة بنسبة 7.8% لتصل إلى 14.9 مليار دولار أمريكي كما في 31 ديسمبر 2023. وواصلت صناديق الأسهم والمحافظ المدارة من قبل كامكو إنفست تفوقها على نظيراتها والمؤشرات ذات الصلة. وخلال العام، احتفظت صناديق الأسهم الكويتية التي تديرها الشركة بمركزها الريادي ضمن أفضل الصناديق أداءً. وحصل صندوق كامكو الاستثماري على المركز الثاني كأفضل الصناديق التقليدية أداءً، في حين احتل صندوق كامكو الإسلامي مركز الصدارة كأفضل الصناديق الإسلامية أداءً في الكويت، وذلك وفقاً للبيانات الواردة على الموقع الإلكتروني لبورصة الكويت عن أداء الصناديق الاستثمارية."
وخلال الربع الأخير من العام 2023، نجحت الشركة في تعزيز خبرتها الواسعة في مجال العقارات والملكية الخاصة ورأس المال الاستثماري، وجمعتهم معاً تحت مظلة شاملة للاستثمارات البديلة. وكما في 31 ديسمبر 2023، تجاوزت القيمة الإجمالية للأصول المدارة لهذا القطاع 2.2 مليار دولار أمريكي. وعلى مدار العام، قام فريق العمل بتوزيع 73.9 مليون دولار أمريكي على عملائه، في الوقت الذي واصل فيه تقييم فرص استثمارية جديدة. وقام فريق الاستثمارات البديلة بتوسيع نطاق المحفظة العقارية من خلال طرح فرص استثمارية في أدوات الدين الخاص ضمن المشاريع العقارية، محققاً بذلك إنجازات هائلة ضمن فئة أصول جديدة. كما تم توزيع 47.0 مليون دولار أمريكي على المستثمرين في الأصول العقارية، ليصل بذلك العائد النقدي على رأس المال المستثمر إلى 7% على أساس سنوي.
وفي مواجهة التحديات التي تتعرض لها أسواق رأس المال الإقليمية وارتفاع أسعار الفائدة، يبرز العام 2023 باعتباره عاماً آخر من النجاح المتواصل لقطاع الاستثمارات المصرفية، وهو الأمر الذي يتجلى بوضوح في حصتنا السوقية من الصفقات المنجزة. فقد نجح فريق الاستثمارات المصرفية في إتمام تسع صفقات بقيمة إجمالية بلغت 1.6 مليار دولار أمريكي. وتضمنت تلك الصفقات صفقتي اندماج واستحواذ، وأربع صفقات في أسواق رأس مال الأسهم، وثلاث صفقات في أسوق رأس مال الدين.
واستمر ذراع الوساطة المالية، شركة الأولى للوساطة المالية، في توسيع قاعدة العملاء من خلال الاستفادة من منصات التداول عبر الانترنت، ونتيجة لذلك، نمت حصتها السوقية وساهمت في إجمالي إيرادات شركة كامكو إنفست.
وتطرق صرخوه إلى توسيع شبكة أعمال الشركة وتنميتها والتي تعتبر من أبرز الركائز لاستراتيجية الشركة. وفي العام 2023، عززت كامكو إنفست حضورها العالمي من خلال افتتاح مكتبها الجديد في لندن. وسيركز هذا المكتب في البداية على الاستثمارات البديلة، خاصة في مجال العقارات. وتؤكد هذه الإضافة إلى شبكة تواجد الشركة الإقليمي، والتي تشمل شركاتنا التابعة في كل من السعودية والإمارات (مركز دبي المالي العالمي)، التزامها باستراتيجية التوسع في المراكز المالية والتجارية الرئيسية. ويهدف التوسع إلى تعزيز القيمة وتقديم خدمات متكاملة وشاملة للعملاء والمستثمرين، مما يساهم في تحسين الإيرادات من الرسوم والعمولات.
وفي سياق احتفالنا بالذكرى السنوية الخامسة والعشرين لتأسيس الشركة، قال صرخوه بأن كامكو إنفست ركزت هذا العام على وضع ثروتنا البشرية والتفاعل مع المجتمع في صدارة الأولويات. وتتوافق مبادرات الاستدامة الاستراتيجية التي تبنتها الشركة مع الاحتفاء بموظفينا، وتنمية المواهب الناشئة، وتمكين قادة المستقبل، وتعزيز الممارسات المستدامة داخل المجتمعات التي نعمل بها. كما نحرص على أن نعزز لدى كل فرد من أعضاء فريق العمل، وبالتالي المجتمع ككل، مدى أهميته وقيمته الجوهرية في استمرار نجاح الشركة ونموها.
كما حرصنا على تأكيد التزامنا بتعزيز الشمولية على مستوى كافة أصحاب المصالح من خلال شراكتنا الأخيرة مع منصة تمكين المرأة في القطاع الخاص الكويتي، والتي تهدف إلى تعزيز التنوع والتمكين على مستوى القطاع الخاص في الكويت. وتنسجم هذه الشراكة مع التزامنا بالهدف الخامس من أهداف التنمية المستدامة، فضلاً عن التزامنا بمبادئ الأمم المتحدة لتمكين المرأة.
وختم الصباح بتقديم الشكر والامتنان للهيئات التنظيمية على تعاونهم البناء وللعملاء على ثقتهم الغالية ولمساهمي الشركة على دعمهم المتواصل مؤكداً لهم مواصلة العمل من أجل تحقيق المزيد من النجاح في المستقبل.