News

14 February 2021

كامكو إنفست: الاستثمار في الشركات الناشئة والمبتكرة عنصر حيوي لاستراتيجيات الاستثمار في تكوين الثروات

أصدرت كامكو إنفست تقريراً عن قطاع الاستثمار في الشركات الناشئة والمبتكرة كفئة أصول رئيسية للمستثمرين الذين يسعون إلى التنويع وتكوين الثروات. ومع استمرار تطور التكنولوجيا الحديثة ودفع الابتكار، شهد العالم تحول نحو الرقمنة منذ ما قبل انتشار جائحة كورونا.

ومع أن نتيجة الجائحة كانت غير متوقعة، إلا أنها لم تسرع في التحول الرقمي فحسب، بل أصبحت نقطة حاسمة في هذا المجال. ما بدأ كعام مقلق وغامض لأصحاب رؤوس الأموال في قطاع الاستثمار في الشركات الناشئة والمبتكرة، سرعان ما أصبح نقطة انتقالية في عالم الاستثمار بظهور فرص جديدة في مختلف الصناعات.

 

أدت الظروف غير المتوقعة التي واجهتها الاقتصادات العالمية بسبب الوباء إلى صعود صناعات كان قد أغفل عنها المحللون. فعلى سبيل المثال، منذ ظهور الوباء ازدهرت صناعة الحوسبة السحابية (Cloud Computing) والتي شهدت زيادة كبيرة في الطلب على التكنولوجيا القائمة على السحابة، حيث تجاوز مستوى الأداء توقعات المحللين بكثير وأصبحت هذه الصناعة الآن عنصراً أساسياً وضرورياً في المسار نحو الوضع الطبيعي الجديد. وقد أدت عمليات الإغلاق والتباعد الاجتماعي إلى تسريع الاعتماد على التكنولوجيا الرقمية في عام واحد والتي كانت تتطلب عقد كامل من الزمن، مما دفع الشركات التقليدية إلى التحول إلى الإنترنت والتحول الرقمي في عملياتها. وقد أدى هذا التحول بدوره إلى زيادة الطلب على مثل هذه الحلول وبالتالي إلى زيادة إيرادات الشركات بشكل كبير ليصل إلى مستويات قياسية.

 

وقد أدى التأثير الناجم عن الجائحة في البداية إلى توجه معظم المستثمرين في الشركات الناشئة والمبتكرة إلى الحد من الإنفاق على الشركات والتوقف عن استقطاب رؤوس أموال جديدة. ولكن في غضون ثلاثة أشهر سرعان ما تغير هذا الأمر، عندما بدأت الشركات في تحقيق نمو كبير في الإيرادات بسبب المبيعات العالية عبر الإنترنت. فمن ناحية، خسر عدد كبير من الموظفين وظائفهم بسبب خفض التكاليف وبدأت الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم، بما في ذلك المتاجر الصغيرة، تعاني بسبب الإغلاق والتباعد الاجتماعي، أما الشركات ممن لديها منصات قوية عبر الإنترنت شهدت زيادة في المبيعات وارتفاع كبير في الطلب على الخدمات. ولما للحجر الصحي من تأثير إيجابي على قطاع التكنولوجيا فعليه شهد المستثمرون في الشركات الناشئة والمبتكرة عوائد قوية في الربع الثالث من عام 2020 مع طرح شركات عديدة للاكتتاب العام.

 

وقد وثق إبراهيم عثمان، رئيس قسم البيانات العلمية في آينجل ليست (AngelList)، هذا الانتقال في أحدث دراساته والتي كشفت أن الربع الرابع من عام 2020 كانت أفضل فترة على الإطلاق للشركات الناشئة والمبتكرة. فقد حققت 80% من الشركات الناشئة النشطة التي تستثمر بها آينجل ليست، وعددها 3,449 شركة، ارتفاعات في تقييماتها في الربع الرابع من عام 2020.

 

وقد دفعت أسهم شركات التكنولوجيا ذات القيم السوقية الكبيرة بقيادة شركات آبل وأمازون ونتفليكس مؤشرات الأسهم الأمريكية الرئيسية إلى مستويات قياسية في عام 2020، مستفيدة من التحول الكبير نحو الرقمنة. وقد أدى الارتفاع في الإنفاق على التجارة الإلكترونية إلى ارتفاع القيمة السوقية لشركة أمازون بنسبة 76% وشركة نتفليكس إلى 62%، بينما أصبحت شركة آبل أول شركة على الإطلاق تتجاوز قيمتها السوقية 2 تريليون دولار أمريكي..

 

وقد أصبح الآن مجموع القيمة السوقية للشركات الأربع الكبرى، آبل وأمازون وألفا بت وفيسبوك، حوالي 5.9 تريليون دولار أمريكي - اي ما يقارب 20% من مؤشر أس أند بي 500 أس بي أكس، بإيرادات قياسية مسجلة بلغت 718.55 مليار دولار أمريكي خلال فترة التسعة أشهر من عام 2020.

 

 

العوائد

وبناء على نتائج كامبريدج أسوشيتس (Cambridge Associates)، حقق الاستثمار في الشركات الناشئة والمبتكرة عوائد قوية تفوقت على أداء أسواق الأسهم سواء خلال السنوات الأخيرة أو على خلال فترة زمنية طويلة.

 

 

سنة واحدة

3 سنوات

5 سنوات

10 سنوات

15 سنة

20 سنة

25  سنة

مؤشر الاستثمار في الشركات الناشئة الأمريكي

8.67%

13.96%

10.52%

14.34%

%10.93

4.95%

36.41%

مؤشر بلومبرج باركليز للسندات الصادرة عن الحكومة المركزية والبنوك المحلية

9.82%

5.17%

3.54%

4.15%

4.49%

5.18%

5.57%

متوسط مؤشر داو جونز الصناعي

-13.38%

4.42%

6.86%

10.00%

7.73%

6.07%

9.37%

مؤشر ناسداك المجمع

-0.38%

9.21%

9.46%

12.37%

9.41%

2.64%

9.39%

مؤشر ستاندرد أند بورز 500

-6.98%

5.10%

6.73%

10.53%

7.58%

4.79%

8.85%

 

 

المصدر: Cambridge Associates US Venture Capital  كما في 31 مارس 2020

تم احتساب المؤشر بناء على 1955 صندوقًا للاستثمار في الشركات الناشئة الأمريكية، بما في ذلك الشركات التي تم تصفيتها بالكامل، والتي تشكلت بين عامي 1981 و 2020

 

يتفوق حالياً أداء الاستثمار في الشركات الناشئة والمبتكرة على كافة فئات الأصول الأخرى في الولايات المتحدة. ووفقاً لدراسة عن صناديق الهبات الجامعية (Universities Endowments) لعام 2019 والتي قامت بها الرابطة الوطنية لمسؤولي الأعمال في الكليات والجامعات الأمريكية، فإن قطاع الاستثمار في الشركات الناشئة والمبتكرة كان الأفضل أداء في محفظة استثمارات الهبات الجامعية بمتوسط عائد سنوي بلغ 13.4% خلال السنوات العشر الماضية، وهو أفضل من متوسط أداء الأسهم الأمريكية الذي بلغ 8.2%. ومع إمكانية تحقيق عوائد مجدية وإحداث تأثير كبير وإيجابي، أصبح الاستثمار في الشركات الناشئة والمبتكرة جزأً مهماً في استراتيجيات الاستثمار طويلة الأجل. وتعتبر كامبريدج أسوشيتس الاستثمار في الشركات الناشئة والمبتكرة عنصراً حيوياً في استراتيجيات الاستثمار لغاية تكوين الثروات، لكل من المؤسسات المالية والمستثمرين ذوي الملاءة. وعليه فإن المؤسسات المالية ذات الأداء المتميز تدرك أهمية الاستثمار في الشركات الناشئة والمبتكرة وتأثيرها الإيجابي على محافظهم الاستثمارية، ولذلك حرصوا على زيادة حصة الشركات الناشئة والمبتكرة من مكونات محافظهم الاستثمارية، حيث ارتفعت إلى 15%.

 

 

المخاطر

لطالما اعتبر الاستثمار في الشركات الناشئة والمبتكرة محفوفاً بالمخاطر، حتى يعتقد البعض أن ما يقرب من 90% من تلك الشركات ينتهي بها الأمر إلى الإفلاس. ومع ذلك فإنه وفقا للتقرير الصادر عن كامبريدج أسوشيتس بعنوان "الاستثمار في الشركات الناشئة يحدث نقلة استباقية في مجال الاستثمار عبر الأجيال" فقد أظهرت الدراسات أن نسبة خسارة هذه الشركات كانت 50% في التسعينيات والتي انخفضت إلى حوالي 20% خلال العقدين الماضيين.

 

سنة التأسيس

1991-2001

2002-2015

نسبة الخسائر 

51.50%

20.00%

نسبة انخفاض القيمة

65.60%

40.90%

 

 

فمن المهم إدراك المستثمرين إلى التغيرات التي شهدتها إدارة مخاطر الاستثمار في الشركات الناشئة والمبتكرة، حيث أن الوضع اليوم يختلف تماما عما كان عليه قبل عشرون عاماً. لقد تطورت الصناعة، وتعلم مديرو الصناديق من أخطائهم. فقبل انهيار الشركات العاملة في مجال التكنولوجيا في عام 2000، كان المستثمرون يعتمدون على رأس المال والحظ فقط عند الاستثمار في الشركات الناشئة والمبتكرة، ولكن منذ ذلك الحين بدأ مدراء الاستثمار في تطبيق نهج أكثر صرامة لإدارة المخاطر مع التركيز على كيفية إضافة القيمة في الشركات المستثمر فيها ومساعدتها على التوسع وتحقيق إمكانياتها الكاملة. ويتضمن ذلك إحاطة أنفسهم بمستشارين متخصصين ومراكز حاضنات الأعمال بالإضافة إلى تخصيص رأس مال للاستثمار في الجولات اللاحقة لزيادة رأسمال الشركات الناجحة. وقد أدى ذلك إلى تقليل معدلات خسائر انخفاض القيمة وخسارة رأس المال في الشركات المستثمر بها. ولهدف تقليل المخاطر المرتبطة بالاستثمار في شركة ناشئة واحدة، يعمد المستثمرون إلى التنويع عبر الاستثمار في محافظ وصناديق استثمارية تضم عدد أكبر من الشركات الناشئة والمبتكرة مما يتيح المزيد من الفرص للنمو والتنويع.

 

أعلى نشاط لجمع رؤوس الأموال كان في عام 2020

على الرغم من القلق وعدم اليقين بسبب جائحة كورونا، استمر نشاط جمع رؤوس الأموال في الولايات المتحدة في عام 2020 قوياً حيث كان الأعلى خلال العقد الماضي. وقد بلغ إجمالي المبلغ الذي تم جمعه في عام 2020 حوالي 73.6 مليار دولار أمريكي، وهو أعلى من الرقم القياسي السابق في عام 2018 والذي بلغ 68.1 مليار دولار أمريكي. ومن العوامل الرئيسية التي أدت إلى هذه الزيادة التحولات في ديناميكيات الصناعة، والمعدلات السريعة في تبني التكنولوجيا، ودور التكنولوجيا في تعزيز الحياة أثناء الوباء، بالإضافة إلى توافر سوق اكتتاب عام قوي. فقد طرحت الشركات التي تستثمر في الشركات الناشئة والمبتكرة 44 صندوقاً ضخماً في العام 2020، برأسمال يفوق 500 مليون دولار أمريكي لكل صندوق، أي ما يقرب من ضعف عدد الصناديق الـ 24 التي تم طرحها خلال عام 2019.

 

 

زيادة السيولة من التخارجات

تجاوز سوق السيولة لقطاع الشركات الناشئة والمبتكرة في الولايات المتحدة في عام 2020 التوقعات، حيث شهد عدد من أكبر الاكتتابات العامة للتكنولوجيا على الإطلاق. وقد كان أحد بواعث القلق الرئيسية بشأن استمرارية الجائحة هو تأثيرها على عمليات التخارج من الشركات الناشئة والمبتكرة. فلم تستمر عمليات التخارج البارزة في عام 2020 فحسب وإنما زادت أيضاً من قيمة السيولة إلى مستويات جديدة. وقد بلغ إجمالي التخارجات في عام 2020 ما قيمته 290.1 مليار دولار أمريكي، متجاوزة بذلك القيمة الإجمالية لعام 2019 والذي شهد عدد التخارجات ذاته (حوالي 1101 تخارج). كما كانت عمليات الاكتتاب العام وعمليات الاندماج والاستحواذ نشطة إلا أن الاكتتابات الأولية الهائلة أدت إلى تحقيق قيم تخارجات قياسية. وقد تم ادراج عدد من الشركات خلال العام 2020 منها Snowflake و Unity و Root Insurance و Palantir و Asana. وقد كانت الاكتتابات العامة الأولية لشركتي Airbnb و DoorDash في ديسمبر من أكبر الاكتتابات الأولية العامة المدعومة من مستثمرين في الشركات الناشئة لهذا العام، حيث جمعت كل واحدة منها أكثر من 3 مليار دولار أمريكي مع قيمة سوقية تتراوح بين 55 مليار دولار أمريكي و100 مليار دولار أمريكي. وقد كان أكبر استحواذ مدعوم من مستثمرين في الشركات الناشئة هو شراء شركة Intuit لشركة Credit Karma مقابل 7.1 مليار دولار أمريكي.

 

 

عدد تخارجات الشركات الناشئة الأمريكية وفقا للحجم

كما هو موضح أدناه، تطورت التخارجات الكبيرة إلى مستويات جديدة حيث لم يعد نادراً وجود شركات تتجاوز قيمتها السوقية مليار دولار أمريكي.

 

 

ويأتي السعي لسبل استثمار جديدة في الوقت الذي يبحث فيه المستثمرون في منطقة الخليج العربي إلى الاستثمار في فئات أصول بديلة، مثل الشركات الناشئة والمبتكرة، لتنويع محافظهم الاستثمارية وتحقيق عوائد تتجاوز الاستثمار في العقار والدخل الثابت والأسهم المدرجة. حيث يتجه الأفراد ذوو الملاءة المالية والشركات العائلية إلى الاستثمار في شركات التكنولوجيا الدولية أسوة بصناديق الثروات السيادية.

Media Contacts

If you need any additional information or have some inquires, please visit our Media Contacts page.